آخر الأخبار
وسط أجواء فنية رائعة ومواهب شبابية مليئة بالتميز والابداع، وبرعاية رئيسية من بنك فلسطين، احتفلت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، بتتويج الفائزين بجائزة الفنان اسماعيل شموط للفن التشكيلي لعام 2017، وذلك على مسرح دار الكلمة الجامعية.
وحضر الحفل نخبة من كبار الشخصيات الفنية والاجتماعية والسياسية والدينية الدولية والفلسطينية الاعتبارية العامة رفيعة المستوى، الى جانب كبار الفنانين التشكيليين.
وفي بداية الحفل رحبت عريفة الحفل انجي سابا بالحضور جميعاً، مقدمة شرحاً عن أهمية وأهداف جائزة الفنان اسماعيل شموط للفن التشكيلي، والمراحل التي مر بها إختيار الفائزين والآليات المتبعة في التقييم وشكرت جميع الفنانين الذين انافسوا على الجائزة.
وقد القى ابن الفنان الدكتور يزيد شموط رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة هانوفر الألمانية كلمته شرح خلالها عن حياة الفنان اسماعيل شموط وعن مشواره الفني، وذكر: " أن هنالك 60 عمل تقدم للمنافسة على جائزة الفنان اسماعيل شموط للفن التشكيلي وهنالك تطور نوعي كبير على نوعية الأعمال المتقدمة للجائزة وبجودة عالية".
واضاف: " التراث هو جزء من حضارات الشعوب وثقافتها، وما دام لنا ثقافة فلنا وجود، وأعلن أنه سيتم في الثامن عشر من شهر اذار طرح لوحة للفنان اسماعيل شموط في المزاد العالمي لشركة كريستي في دبي ومن المتوقع أن يصل ثمن اللوحة المليون دولار مما يرفع من مستوى الفن التشكيلي الفلسطيني الى العالمية وستحرص عائلة شموط على أن تكمل مسيرة اسماعيل شموط بإستغلال المبلغ بدعم الأنشطة الثقافية الفلسطينية والحفاظ على الارث الفني للفنان اسماعيل شموط والفنانة تمام الأكحل".
وبدورها، قدمت الفنانة فاتن فوزي نسطاس متواسي منسقة دائرة الفنون المرئية في الكلية الجامعية نبذة عن المسابقة وموضوعها ومرحلة اختيار الأعمال الاولى والمعرض الذي اقيم لهذه الأعمال ومن ثم استعرضت اعمال احدى عشر فنان الذين وصلوا الى المرحلة النهائية وتحدثت أيضاً عن المعايير التي اتخذت من قبل لجنة التحكيم لاختيار العمل الفائز، كما ونوهت ان الاختيار كان صعب جدا اذ ان الاعمال الفنية التي قدمت للمسابقة تميزت بالابداع مما أدى الى تقسم الجائزة الى ثلاثة فائزين.
وقد أكد السيد سليم الهودلي مديربنك فلسطين فرع بيت لحم خلال كلمته: بأن البنك عمل على الاستثمار في الانسان الفلسطيني لا سيما الشباب المبدعين في شتى مجالات الفن والكتابة والعلوم وغيرها من المجالات، وكلما تمكنا من تطوير هذه المواهب، نتمكن من إيصال رسالة الى العالم، بأننا شعب له قادر على الابداع وإيصال رسالته الإنسانية والثقافية بشكل جاذب ومميز الى كل بقاع الأرض.
وحول أهم النشاطات التي قام البنك بتنفيذها؛ تحدث هودلي عن تسجيل الماراثون الفني الأخير "ماراثون الثلاثي جبران" حدثاُ تاريخياً، بأطول ماراثون فني فلسطيني يقام لأول مرة في فلسطين بمشاركة أكثر من ثمانين فناناً فلسطيني تتعدد مواهبهم في مختلف مجالات العزف والغناء والرقص والرسم وغيرها لاثنتي عشرة ساعة متواصلة للمساهمة في مكافحة مرض سرطان الثدي، مضيفا بأن الثقافة متعلقة بالفنون والابداع، فهي أيضا متعلقة بالتعاون والتكاتف والاحترام والتعامل. بالاضافة الى تقديم دعم استراتيجي للمتحف الفلسطيني، ودعم الفنانين الشباب في شتى مجالات فنهم وثقافتهم. ليكون ذلك جزء من مسؤوليتنا الاجتماعية والوطنية والتي نخصص لها 6% من أرباح البنك السنوية.
واختتم القس الدكتور متري الراهب الحفل بكلمة أكد خلالها: " واسماعيل شموط يمارس اليوم حق العودة والتي فشل السياسيون من هذه اللحظة في تحقيقها...وها هو جيل جديد من الفسطينيين يمتشقون الريشة مؤذيين بربيع فلسطيني وسط شتاء عربي قارس، ومبشرين بثقافة الحياة في وسط عالم استسلم لثقافة الموت، متناسياً ان على هذه الارض ما يستحق الحياة.
وأضاف: ""لقد آمنت دار الكلمة الجامعية ومنذ تأسيسها قبل عقد ونيف ان مستقبل فلسطين إنما يكمن في اكتشاف وصقل مواهب ابنائها، وفي الاستثمار في تطوير الطبقة المبدعة من بناتها، وفي خلق مساحات للإبداع والتحليق حيث لا حدود للحرية إلا الأفق الواسع".
مضيفاً :"يسرني أن اعلن عن فتح التسجيل لثلاث برامج بكالوريوس جديدة ابتداءاً من هذا الخريف... وهذه البرامج هي بكالوريوس فنون أدائية في تخصصات الموسيقى والمسرح، وبكالوريوس تصميم داخلي، باللإضافة الى بكالوريوس في السياحة الثقافية المستدامة وهو البكالوريوس الأول من نوعه على مستوى الوطن...وإذ نزيد من التخصصات، إنما لنزيد من فرص العمل...وإذ نعلن عن المسابقات إنما لنخلق منصة ينطلق الفنانون منها الى العالم الواسع".
وفي ختام كلمته شكر جميع الذين ساعدوا في انجاح هذا الحفل، وقال: "أتقدم بالشكر الى الداعم الرئيسي لهذا الحفل، بنك فلسطين والذي لم يبخل يوماً على الفن أو الفنانين، والشكر موصول للدكتور يزيد شموط لحضوره هذا الحفل السنه تلو الاخرى، لقد كان سرورنا عظيماً عندما استضفنا الوالدة تمام الاكحل بيننا في شهر تشرين الثاني، ولكن وللأسف حال الإحتلال من دخول الفنانة الكبيرة الى وطنها، ولكنها تتابع بثنا الحي المباشر فلها كل التحية منا، والشكر والتقدير للعائلة التي تبرعت هذه السنة بقيمة الجوائز الثلاث. تحية خاصة أيضاً الى المتسابقين من غزة والذي حال الإحتلال دون حضورهم هذا الحفل، الشكر للجنة التحكيم والتي لم تبخل علينا وقتاً وفكراً وتحليلاً...وان أنسى فلن أنسى زميلاتي فاتن نسطاس، تمارا مصلح، انجي سابا، جورج السعدي، وكل طاقم كلية دار الكلمة الجامعية، بالإضافة الى طلبة قسم الموسيقى وانتاج الأفلام ومسرح ديار الراقص.
وقد قامت الفنانة فاتن نسطاس متواسي بإعلان اسماء الفائزين الثلاثة فنالت الفنانة سكينة فارس صلاح الدين من مدينة القدس المرتبة الأولى، ونال الفنان عصام محمد مخيمر من غزة المرتبة الثانية، كما ونالت الفنانة نور ابراهيم أبو ريان من حلحول المرتبة الثالثة، ومن ثم قام القس الدكتور متري الراهب برفقة كل من الدكتور يزيد شموط والسيد سليم الهودلي ووسط تصفيق الحضور وبهجتهم بتتويج الفائزين الثلاث بالجوائز المادية، وبتسليم الشهادات للمتأهلين للمرحلة النهائية، وهم: ايمن جميل رواجبه من نابلس، عبدالاله محمود دراغمه من طوباس، علاء محمد الباب من رام الله، فؤاد اليماني من رام الله، ولاء عاطف جبران من بيت لحم، نور ابراهيم أبو ريان من حلحول، أريج ادوار لاون من الناصرة ، سكينة فارس صلاح الدين من القدس، سمية رياض الأقرع من غزة، عصام محمد مخيمر من غزة، دينا محمد مطر من غزة.
وتخلل الاحتفال فقرات فتية وموسيقية مميزة قدمها طلبة برنامج الأداء الموسيقى في دار الكلمة الجامعية، ولوحات فنية قدمها مسرح ديار الراقص، كما وتم عرض فيديو لكلمة الشاعر محمود درويش خلال حفل تأبين الفنان الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط في عام ٢٠٠٦ في عمان.
وفي ختام الاحتفال تم افتتاح معرض لمطبوعات معرض "السيرة والمسيرة" للفنانين اسماعيل شموط وتمام الأكحل، كما وتم افتتاح معرض اخر بعنوان "من أجل الحياة" للفنانين والفنانات الذين تأهلوا للمرحلة النهائية في مسابقة الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط للفن التشكيلي لعام 2017، وتضمن المعرض مزاد صامت.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المسابقة والحفل بدعم من بنك فلسطين، والجائزة مقدمة من عائلة الفنان اسماعيل شموط، ويذكر أنه حصل الفائز بالمرتبة الأولى على 2000 دولار، والفائز بالمرتبة الثانية على 1600 دولار والفائز بالمرتبة الثالثة على 1400 دولار.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، السياحة الثقافية والمستدامة، الفنون والأدائية، التصميم الجرافيكي، الفنون المعاصرة، وانتاج الأفلام والمسرح، ودرجة الدبلوم في انتاج الأفلام الوثائقية، الدراما والأداء المسرحي، الفنون التشكيلية المعاصرة، الزجاج والخزف، فن الصياغة، التربية فنية، الأداء الموسيقي، الأدلاء السياحيين الفلسطينيين، فنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.