آخر الأخبار
نظمت كل من كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم والبعثة البابوية في القدس، اليوم الثلاثاء الموافق السادس عشر من شهر آذار وبحضور رسمي وإعلامي مؤتمراً صحفياً لإعلان نتائج الدراسة المسحية للمؤسسات المسيحية العاملة في فلسطين، وذلك عبر تطبيق زووم.
وتناولت الدراسة دور المؤسسات الكنسية المسيحية في فلسطين وأثرها على المجتمع الفلسطيني، حيث تم تكليف المستشار التنموي السيد جورج عكروش من مدينة القدس بالقيام بهذه الدراسة والتي استمرت لمدة خمسة أشهر، وقد هدفت الدراسة الى استكشاف طرق للحفاظ على وجود مسيحي قوي وحيوي في فلسطين من خلال دراسة دور ومساهمات العديد من المنظمات المسيحية العاملة في المنطقة، وقد تلهم هذه الدراسة المزيد من البحث الذي من شأنه أن يكمل جهود الكنائس للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للمجتمع المحلي.
وقد تحدث خلال المؤتمر كل من القس الدكتور متري الراهب مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية، والسيد جوزيف حزبون المدير الإقليمي للبعثة البابوية، والسيد سامر سلامة وكيل وزارة العمل في دولة فلسطين إضافة إلى الباحث السيد جورج عكروش، وقد ادارت النقاش الدكتورة فارسين اغابيكيان عضو مجلس أمناء دار الكلمة الجامعية.
وأكد القس الدكتور متري الراهب مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية: "بالرغم من تناقص اعداد المسيحيين خاصة جراء الكنبة والنكسة وسياسات المستعمر الاسرائيلي، إلا أن دور الكنائس والمؤسسات الكنسية ما زال واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وهذا ما اكدته مرة اخرى هذه الدراسة، فالمسيحيون الفلسطينيون وان لم يكونوا عدداً، فإنهم بمؤسساتهم نوعاً وملحاً في الأرض الفلسطينية وجزء لا يتجزاء من النسيج الفلسطيني ومن الشعب الواحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين"
وذكر السيد جوزيف حزبون المدير الإقليمي للبعثة البابوية: " لا تزال المؤسسات الكنسية المسيحية تلعب دورا رئيسيّاً في خدمة الشعب الفلسطيني دون تمييز وذلك منذ عقود طويلة، خاصة في قطاع الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ولذلك عملت البعثة البابوية منذ تأسيسها على دعم عدد من هذه المؤسسات لمساعدتها على مواصلة تقديم خدماتها النوعية والمتميّزة. تشكّل هذه الدراسة حافزاً مهمّاً يدفع البعثة البابوية في القدس إلى مواصلة عملها في هذا المضمار، إضافة إلى التركيز على قطاع الشباب وهو قطاع حيوي يحتاج إلى المزيد من التدخلات المدروسة".
وقال السيد سامر سلامة وكيل وزارة العمل في دولة فلسطين: " نحن في الحكومة ووزارة العمل الفلسطينية نقدر عاليا الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الكنسية المسيحية في فلسطين ، وان هذا الدور لهو تاكيد على تجذر وتجسد هذه الكنائس في المجتمع الفلسطيني ومساهمتها الفعالة في بناء الوطن. اننا نتطلع دائما لتعميق العلاقة والتعاون والشراكة بين الحكومة والمؤسسات المسيحية بصفتها مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية نحو مزيد من العطاء والتميز في تقديم الخدمات لابناء شعبنا مع حرصنا الدائم على تسهيل عمل تلك المؤسسات ودعمها ومساندتها".
وقد عرض الباحث السيد جورج عكروش من مدينة القدس نتائج هذه الدراسة الشاملة الجديدة، حيث كشفت الدراسة عن المساهمات البارزة للمنظمات المسيحية المختلفة العاملة في فلسطين وتأثيرها الحاسم على المجتمع الفلسطيني المحلي في جميع القطاعات، كما وأثبتت الدراسة انه وبالرغم من تضاؤل اعداد المسيحيين في فلسطين بسبب الهجرة، فقط استمر العمل المسيحي التنموي والإنساني في الازدهار من خلال تقديم الدعم اللازم والحيوي لأفراد الشعب الفلسطيني على على اختلاف انتماءاتهم.
كما وأكدت الدراسة على التأثير الهائل لمسيحيين في فلسطين، وقد شملت الدراسة 299 مؤسسة مسيحية في القدس والضفة الغربية وقطاع عزة ، وتشمل 93 مدرسة وجامعة ومركزًا مهنيًا و 19 مرفقًا للرعاية الصحية و 47 مؤسسة حماية اجتماعية و 77 مركزًا ثقافيًا وسياحيًا و 38 مركزًا للشباب والكشافة ومركزًا بيئيًا واحدًا و 21 وكالة تنمية محلية ودولية والتي تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات لمئات الآلاف من الفلسطينيين كجزء من هويتها وثقافتها المسيحية.
وقد أظهرت الدراسة المخرجات الحيوية التالية: حوالي 296 منظمة (CROs) هي ثالث أكبر مشغل للشعب الفلسطيني بعد السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وقد تجاوزت طاقتها التشغيلية أكبر الشركات الفلسطينية العاملة في القطاع الخاص بإجمالي قدرة تشغيلية بلغت 9098 موظفًا (5017 مسيحيًا ، و 4081 مسلمًا). أما فيما يتعلق بالموارد المالية المستثمرة ، يتم استثمار 416 مليون دولار أمريكي (416.000.000 دولار أمريكي) على أساس سنوي في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية والتدريب المهني وتدخلات المساعدة الإنمائية.
أما فيما يتعلق بالعدد الإجمالي للمستفيدين المستهدفين، فإن منظمات الإغاثة المجتمعية تقدم خدمات لما يقرب من 37٪ من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، كما وأثبتت هذه الدراسة أن خدمات المنظمات التنموية والاغاثية المسيحية تحسن جودة الحياة لأكثر من 1،900،000 فلسطيني كل عام. فعلى سبيل المثال ، أربعة من أصل ستة مستشفيات متخصصة (67٪) في القدس تابعة للكنائس، وتقوم بعلاج أكثر من 330 ألف مريض كل عام وتقديم رعاية عالية الجودة لغسيل الكلى للأطفال ، وخدمات سرطان الأطفال، والعمليات القلبية المعقدة ، وصحة الأم الخاصة ، وبنك الدم والعناية بالعيون، وغيرها من الخدمات المتطورة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ختام المؤتمر الصحفي تم فتح باب الاسئلة والاستفسارات من قبل الحضور، حيث تميز النقاش بالحوار الفعال، وكانت الأجواء إيجابية وهادفة .
ومن الجدير بالذكر ان هذه هي الدراسة الأولى من نوعها في فلسطين والتي تتناول محاور مهمة كحجم التمويل والتوظيف والفئات والقطاعات الحيوية المستهدفة، كما ويعتبر هذا الدليل الأكثر شمولاً حتى الآن ، وسيعمل كخط أساس للتدخلات والاستراتيجيات المستقبلية، وسيمهد الطريق لأي بحث مستقبلي في هذا الموضوع.
ويذكر ان الدراسة اجريت بتمويل من كلية دار الكلمة الجامعية والبعثة البابوية.