آخر الأخبار

مناقشة كتاب "تفكيك الكولونيالية في فلسطين" لمؤلفه القس البروفيسور متري الراهب

نظمت جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم، ضمن ندوات صالون جبرا إبراهيم جبرا الثقافي، ندوة فكرية لمناقشة كتاب "تفكيك الكولونيالية في فلسطين: الأرض، الشعب، الكتاب المقدس" للقس البروفيسور متري الراهب مؤسس جامعة دار الكلمة ورئيسها، وقد حضر الندوة عدد من الشخصيات الاعتبارية البارزة والمثقفين والمهتمين والمتخصصين من المؤسسات المختلفة. 
افتتح الدكتور إيهاب بسيسو نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والعلاقات الدولية الندوة مرحبًا بالحضور، معبراً عن تقديره لهذا الكتاب المتميز، مشيراً إلى أن هذه الندوة الفكرية تزامنت مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم؛ لتؤكد التأثير العميق للاستعمار الاستيطاني على الذاكرة والهوية والمستقبل في فلسطين، ولفت الانتباه إلى أهمية تنظيم ندوات فكرية حول تفكيك الكولونيالية في فلسطين لتعزيز التاريخ والهوية الوطنية عند الأجيال الفلسطينية.


وقد تطرق القس البروفيسور متري الراهب مؤسس جامعة دار الكلمة ورئيسها خلال الحوار الذي أداره الدكتور إيهاب بسيسو، إلى فلسطين المتخيلة وفلسطين الواقعية، إضافة إلى مجموعة من الموضوعات المهمة والعميقة فلسطينيًا؛ وهي: المسيحية الصهيونية والمسيحية الصهيونية الثقافية، ومواجهة التحديات والأفكار المتصهينة، والشعب الأصلاني في فلسطين. وفي إطار ذلك، أكد ضرورة إعادة كتابة التاريخ الفلسطيني، والرواية الفلسطينية، وتفسير الكتاب المقدس بعيون وخبرات فلسطينية. 
وينقسم كتاب "تفكيك الكولونيالية في فلسطين" إلى فصولٍ رئيسةٍ أربعة، هي: الأول؛ يتطرق إلى السياق الفلسطيني وسياسة الاحتلال الإسرائيلي التي يصنفها الكاتب سياسةَ استعمار إحلالي، جعل فيه مدينةَ بيت لحم أنموذجًا. أما في الفصل الثاني؛ فيعيد فيه القس د. الراهب تعريف المسيحية الصهيونية بوصفها لوبيَ دعمٍ بحركة الاستعمار الإحلالي الصهيوني للأرض الفلسطينية تحت مسميات وحجج كتابية ضمن منظومة فكرية أوسع، وفي هذا الموضع، يوضح الكاتب الأشكال والألوان المختلفة للمسيحية الصهيونية بناء على السياقات الدينية والتاريخية والاجتماعية المختلفة. أما في الفصل الثالث؛ فيقدم الكاتب قراءة فلسطينية لمفهوم أرض الميعاد. يليها في الفصل الرابع تأويل جديد لمفهوم "شعب الله المختار".  


 يأتي كتاب "تفكيك الكولونيالية في فلسطين" في الوقت المناسب لما يمرّ به العالم من أحداث؛ خصوصًا على صعيد القضية الفلسطينية، كما يعتمد الكتاب على أحدث الأبحاث في الاستعمار الاستيطاني وحقوق الإنسان لوضع الموضوعات اللاهوتية التقليدية ضمن السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع للاستعمار الاستيطاني بالطريقة التي تمارسه بها دولة إسرائيل القومية الحديثة. ويقدم الكتاب وجهة نظر داخلية يرويها لاهوتي مسيحي أصلي يعيش في عمق المكان والزمان، ويتفاعل فيهما، مما يجعل وجهة النظرة معطلة للروايات المهيمنة والإمبريالية حول المنطقة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ القس البروفيسور الراهب مفكر، كاتب لاهوتي فلسطيني، له مجموعة كبيرة من المؤلفات والمقالات والدراسات التي تخدم السياقين المسيحي والفلسطيني، والسياق العالمي كذلك، نُشرت أعماله وما زالت في دولٍ عدّة أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وفلسطين، وقد تُرجمت إلى أهمّ اللغات العالمية نظرًا لدورها المهمّ وعمق طرحها. 

 

Share:
Top